ذات يوم تلونت فيه السماء بقوس ألوانها بعد مطر ديسمبر .. مر " ذو الأمنيات " من هنا وعندما رآني توقف وحدثني بأنه يجمع الأمنيات في جعبته .. فهمست له بأمنيتي .. فأخرج ورقة مطوية ودسها في يدي قائلا : لا تفتحيها قبل نهاية العام قلت له : وما الفائدة ؟ فالأحلام كلها يقظانة والأمنيات تعطلت أجهزة استقبالها .. أشار لي بالانتظار ومضى .... تاركا لي ورقة تحمل بطياتها قرص شمس وأمنية وبعض ابتسامات أمل ملونة
انتهى مطر ديسمبر .. فدسست يدي تحت الوسادة وأخرجت الورقة المطوية وفتحتها ... ماذا ؟ " اصنع أمنيتك " ؟؟؟؟ ضحكت حتى تعالت ضحكاتي .. كما توقعت تماما .. لا توجد أمنيات بأرضي و " ذو الأمنيات " مجرد أكذوبة ككل الأكاذيب التي دائما ما نمر بها .. حتى الورقة لم تعمل .... خذلان يتبعه يأس يتبعهما صمت .. انتهت رياح يناير وتلونت الأشجار أوراقا .. وارسل لي إبريل ابتسامة مصحوبة بنسمات خفيفة الظل وطرقات هادئة على باب منزلي .. - من بالخارج ؟
لا أحد يجبني .. فتحت الباب برفق يوازي هدوء الطرقات
- أبي ؟
- متى عدت من السفر ؟
ابتسم كإبريل ومال نحوي طبع على خدي قبلة سريعة قبل أن يدلف إلى الداخل .. وأخرج من جيبه ورقة مطوية وأعطاني إياها .. فتحتها بسرعة ومرت عيني على المكتوب داخلها
" اصنع أمنيتك " ؟
اسرعت إلى حجرتي افتش عن الورقة .. ها هي .. نعم " اصنع امنيتك "
نظرت إلى أبي وقذفت الوريقات في الهواء واحتضنته بشدة .... هذا ما تمنيت تماما .........
4:15 AM
26 -12 -2009