الاثنين، 16 يونيو 2008

فرصة أخيرة للموت

فرصة أخيرة للموت

قضيت الليلة كلها أفكر فيما سأفعل غدا،ملابسي .. ماذا سأرتدي ؟ أهذه؟!! لا.. أبعد عن الملابس الضيقة لأجله، زينتي! هو لا يحبها هو ممن ينتمون إلى الطبيعة ، وماذا أيضا؟ لونه المفضل.. ارتديت ارق درجات الأزرق كلون عينيه ...... وها أنا مستعدة للقائه ،فلن يمس حرمة لحظتي غيره ...."غيره" توقفت عن هذه الكلمة ، هل يسع هذا القلب غيره أصلا؟ نفضت الفكرة عن رأسي لأنني كنت أمام مكان اللقاء...
فتشت عيناي عنه في أرجاء المكان ها هو متألق كعادته، اقتربت منه في هدوء وعندما أصبحت أمامه تماما رفع عينيه إليّ فأشرق وجهي بابتسامة قابلها هو بابتسامة تبدو باهتة..
كنت أظن أن مفاجأتي له بمجيئي اليوم ستسعده ولكن .... وجدته آخر، عيناه تهرب مني في الجالسين والواقفين والمتسامرين، ورغم بعد مقاعدنا سمعت أصوات سكونه القلبي على غير العادة اقتربت وجلست بجواره فلم أشعر بتلك الذبذبات التي تخرج من جسده دائما لتلتقي بذبذباتي ، ولم أشعر بارتجافته المعهودة عند القرب .. استعطفته بنظراتي .. بكلماتي كي يراني فتنكرتني عيناه .. كدت أهمس ( أحبك) رغم أن قلبي يصرخ بها.. كان جمود التماثيل أقل تحجرا من عينيه ، وبرود المحيطات أشد حرارة من قلبه ..
سألته أن يأتي معي؟
- لا .. لن أفعل قالها بضحك ثم كررها بجديته المعهودة، تسللت إلى وجهه كثير من ردود الأفعال أحسست وقتها أن وجهه يتلون
- لن آتي اليوم!!
قلت : وما بال اليوم ؟ هو ككل يوم
قال : لا ليس اليوم ككل يوم ، فاليوم ورائي عمل وأخشى أن أتأخر فلنتركها لمرة قادمة
نظرت إليه نظرة أخيرة .. فعلا ليس اليوم ككل يوم
..انتظرت حتى عاد من عمله وهاتفته .. ( ما هذا انه يوم الاختلافات، حتى صوته جاءني مختلفا تماما ) أثارني صوته بعد قليل من الكلام لأسأل: ماذا عن علاقتنا؟ أهو التصدع الذي يسبق الانهيار
قال: مادام هناك اختلاف فلن تكتمل
قلت: وماذا عن حبنا ؟
قال: حبنا خالد فنحن نحب الأفراد مهما كانت علاقتنا بهم لأنهم يستحقوا ذلك الحب
قلت: إذن ؟!!
قال :هي الصداقة يا عزيزتي .. فلنظل صديقين
قلت: استحلفك بالله الصراحة
- صمت قليلا ثم بدأ يعود صوته لطبيعته فقال : هي أخرى ، وأنت تعرفينها
قلت : نعم أعرفها ، ولكن .... أنا .... أين أنا ؟

قال : أنت صديقتي ، ولك حق اختيار شكل علاقتك بي ، سأتركك تفكرين و...................
رأيتها تغفو في عينيه ، وسمعتها همسا وحبا في صوته
أغلقت السماعة دون أن أسمع الباقي
قلت لنفسي: أتحبينه؟ نعم أحبه
لماذا لم تقولي شيئا إذن ؟
لماذا لم تدافعي عن حبك؟
هل سيسمع؟
هل يعلم أنك تموتين الآن؟
هل يأبه؟
لم يدعني كما كنت حية ، ولم يستطع أن يملأ ما تبقى داخلي من أشلاء كانت تسمى القلب
بحبه ... وتركني معلقة بين حبي وحبه
لماذا تستمري إذن ؟
لأني لن أستطيع البعد حتى لو كان القرب قاسيا
- رفعت السماعة مرة أخرى وقلت دون أن انتظر رد الطرف الأخر
هلا أعطيتني فرصة لأكون صديقتك ؟ هلا أعطيتني فرصة أخيرة للموت؟؟؟؟؟؟؟؟

16 / 10 / 2006

ليست هناك تعليقات: