الخميس، 12 يونيو 2008

مفردات الألم


مفردات الألم



( 1 )


رائحة المطر.. فنجان القهوة..نزيف القلم على صفحتك البيضاء يهتك عذريتها.. في البداية علامة استفهام كبيرة.. نقطتان عند بداية القصة.. ظهور البطل.. سطر يشرح كيف تم الحدث .. ضحكة هستيرية في وسط الأحداث .. ثلاث دمعات بعد البُعد .. احتضار ثم نهاية عادية ، وعلامة تعجب في نهاية السطر..!

* * * *


( 2 )


احبك .......
تقولها مستغلا كل خلية في جسدك .. تفتح عينيك عن آخرهما .. تعتصر أعصابك لتحمُل ما سيقوله لك .. تزداد ضربات قلبك عشرة مرات عن الطبيعي .. تضع عود ثقاب بين المطرقة والسندان لتنصت جيدا .. تتهدج شفتيك بانتظار الرد
( لا إجابة ).....!
عندها تعلم أن هذيانك لا يسمعه سواك .. تعلم أن وجودك لك وحدك .. تعلم انك الوسط بين الحياة واللاحياة عنده .. وأنك التالي في سلسلة المفارقين .. وانه يقاوم ذاك الإحساس المملوء به تجاهك .. ترى عينيه المشتاقة إليك، ولسانه المشنوق معلق في فمه .. تحدثه نفسك الملتاعة بينما هو يأبى التحاور..
حينها يتكسر الكلام على شفتيك .. ويعجز حتى إصبعك عن الإشارة .. تخرج منك كلمة الحب وهناء تتسند على عكازين ...... فقط ترفض أن تخذلك للمرة الأخيرة ..

( 3 )


تراهُ في صفحتك أصبح يتقن هذه الأبجدية .. يقرأ عليك مفرداتها .. يطعمك حروفها تقف متحيرا بين القاف واللام.. تعلًّم انه لا وطن .. لا حبيب .. حتى اسمك لا يعني لك شيئا .. ففيه اختلاف الدهر ، أو ارتجاء الزمن ، أو صفة لصيقة بك .. تتغمد حزنك .. وتحترف الرحيل آخذا معك
نصف الألم
، نصف الجرح
، نصف الخبز
، ونصف الوجه
تجد الوطن .. الحبيب .. الاسم ، ولكنك تتذكر فجأة أنك نصف إنسان.......

( 4 )


احتاجك ........
تبحث عن عمر ضاع فوق جسده واختطفته يداه ، تبحث عن قبلة لاقت منه شهوة وتذوقتها شفتاه ، تبحث عن يد تصنمت لما رق الهوى فتعبدتها يداه ، تبحث عن نظرة توضأ بنورها وترددت بعيناه ..
( لا تجد ) .....!
يتوحد عمرك عند هذه اللحظات فقد أفنى هناك سنينا .. وعاد إليك يحمل مفردات الألم وثوبا أبيض ... " كفنك" !!!

2006/ 12/ 3

ليست هناك تعليقات: