الخميس، 12 يونيو 2008

وذابت اليد

وذابت اليد

أخذ الدخان المتصاعد يتماوج أمام عينيى فيرسم أشكالا متداخلة، فكنت أراها كما أريد فمرة ينقش في الهواء طفلا ثم يتحول الطفل عصفورًا ذا رجل واحدة ومرة أخرى يرسم لاشئ. توقف الدخان المتصاعد لبرهة ثم عاد ليرسم شيئًا آخر فرسم عينين مجوفتين تشعرانك بالبرودة من أول وهلة بالرغم من حرارة الدخان، ويرسم أنفًا جميلا وشفتين مكتظتين لفم لم يقطر إلا حبًا وتمايل الدخان يمينًا ويسارًا ليمشط شعرًا ناعمًا تكون من السحب الدخانية البيضاء فيكتمل الوجه أمامي فأقف دون حراك وكأن الوقت قد تجمد، واللحظات لا تمر فهى كالدهر أو أكثر قليلا.. كيف عرف ملامح حبيبى بهذه الدقة ؟ كيف فهم أنى أفكر فيه ؟ لقد رسم الدخان نفس الصورة التى احتفظ بها له فى خيالي .. لا بد أنه تسلل إلى رئتى دون أن أدرى ومنها اكتشف سرى الصغير.
سرق الدخان صورته منى ليفضحنى أمام الجميع..فالكل الآن يرى هذا الوجه معي ، يدرك من صاحبه ، يعلم سرى الصغير .. فنظرت حولى مسرعة فلم أرى سواى أنا والدخان فى الغرفة ضحكت كثيرًا ثم التزمت الصمت.. فرأيت الدخان يرسم كفا ممتدة إلى يدي فمددت يدي كي ألتقطها واحتويها بكفي الصغير، فلم أستطع فقد كانت بعيدة، نهضت واقتربت منها ومددت كفى وأمسكت راحته وفجاة انقشع الدخان من أمامى ، وذابت اليد الدخانية فى يدى وتطاير الدخان بعيدًا ، فلقد انطفأ عود البخور المشتعل بجوارى ..........


26-2-2005

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

الدخان البروده طفل شفتين

أحلى وأطعم معاني للرومانسية في الدنيا

انه لحب للحياه جميل عندما يتخلله الأمان والرومانسية والإحساس بالطمأنينة
ولا يوجد شئ أحلى من الاحساس بلامان وفي أحضان أقرب روح لي ......
أشكرك على هذه الأبيات المتألقه
W . M . A . A
وليد محمود

غير معرف يقول...

ما زلت معجبًا بهذه الومضة البراقة يا رانا
دمتِ بإبداع غير مسبوق

Rana Omar يقول...

شكرا ياكريم
لسه مش ناسية إني كنت مرحلة مهمة في أول كتاب ليك :)